أوقفتها في منتصف الطريق بعد أن رآيتها في بلاد غربية .. وعلمت من هيئتها أنها عربية ..
ولكن هيئتها أثارت غريزتى العربية ..وعجبنى حجابها ومشيتها الراسية
..وفال أصدقائى انها ارهابية .. وظنو أن حجابها من أجل متخلية .. فقررو أن
يوقفوها في ثانية .. ليجادلنونها ويقنعنوها بأفكارهم التحررية .. فكانت
لهم مبارزة كلامية .. أوضحت لهم فيها من هي الفتاة العربية ؟
فقاموا يسألونها من أنتى ..؟
أجابتهم ألم تخبركم هيأتي من أنا .. ألم يخبركم حجابي من أنا .. ألم
يخبركم حيائي من أنا .. ألم تخبركم سماتي من أنا .. ألم تخبركم عزتي من
أنا .. ألم تخبركم مشيتي من أنا ؟؟ !!
أنا إمرأة ذات صورة صافية .. تحفر في القلوب بخصالها السامية ..
أنا الدين والعلم والاخلاق .. أنا رمز التضحية .. أنا البنت والأخت
والزوجة والأم ولست بجارية .. أنا لست بنصف مجتمعي .. بل أنا مجتمعي ما
دمتُ لديني حامية .. أنا من كرمت منذ ولادتي ولولا ديني ما كنتُ ولدتُ وما
كنت على الحياة باقية .. أنا من كرمتُ في كل البيوت وسميت بالغالية ..
خصالي إسلامية .. ميولي ليست عدوانية .. ولستُ بأرهابية .. أنا فتاة تبحث
عن الحرية .. في صورة غير تقليدية .. لا أقبل بالتعري ولا أرنو للرجوع لزمن
الجاهلية .. فأنا حرة أبية .. أنا لؤلؤة ثمينة .. لا تُقدم كهدية .. بل
أنا أحفظ في صناديق مخملية .. لا تلمسني الأيدي ولا أكون زائرة أحلام وردية
.. فأنا لرجل واحد أسكن في قلبه متخفية .. كأميرة في قلعة عاتية .. لا
تلوثها سهام الأعين القاسية .. أنا مسلمة أبية .
أنا من كرمت بجعل جنان الرحمة تحت قدمي فأنا أم وجعل ربي تحت أقدام
الأمهات الجنان الخالدة .. أنا من لفراقي الأبدي تبكي الدنيا وتغفو الزهور
المتفتحة .. وتصمت الطيور وتضيع أناشيدها في قافلة الحزن السائرة .. أستر
بكفني والتراب يزيد من ستري كما سترت في حياتي الفانية .. أنا أجمل من
الحور العين فأنا في الجنة الرابحة .. لا يرى مَلكي ملكة أجمل مني ففي
الجنة أنا الصاحبة ..
أنا إمرأة تعجز حروفكم عن وصفي فأنا إمرأة مسلمة .. وحروفكم لا تصف
الجمال فلغتي في تعابير الجمال هي الرائدة .. أما أنتم فلغتكم لا ترى
الجمال فأعينكم على القبح إعتادت ولم تعتادوا على أن يكون في حياتكم سيدة
.. عفواً سيدي ولكن من تخلت بحيائها تتباهى بجسدها أمام الخلق في عرف
العروبة جارية .. جئتم تسألونى بفضول من أنا فهل علمتم الآن من أنا ..
؟؟
قالوا لها لقد جئتىُ لكي ثبتى أنك رجعيه .. من بلاد صخرية .. و أقنعوك
بالحرية .. ولكني الآن فهمنا ما هي الحرية .. و أيقنا أن نحيا في بلاد ما
زالت تحت قيود العبودية .. جئنا لنخبركِ كم هي جميلة .. تلك المرأة
الغربية .. والآن لا تعجبنا تلك المرأة المتعرية .. فنحن نحلم بأن نمتلك
امرأة شرقية .. تعلمنا بنظراتها الحياء و تأسرنا بعفتها و كلاماتها الذهبية
.. فنحن الآن لا نقبل بأن تكون زوجاتنا سوى لؤلؤة متخفية ..
فلم أنطق بكلمة واحدة ..... ذهبت واختفىت وظلى واوراق الخريف ورائى
متساقطه ..... ولففت وشاحها وذهبت في طريقها راضية ..... رافعه الرأس فقد
تعلمت درساً