أعظم نعيم أهل الجنة
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد:
فإنّ من المسائل الغيبية التي يجب على كل مسلم ومسلمة أن يؤمن بها، ويعتقد أنها ستكون للمؤمنين في الجنة: رؤية المؤمنين لربهم في الجنة، فهي أعظم نعيم أهل الجنة، وأكمل لذة يجدونها فيها، ذلك أن نصوص الكتاب والسنة، وأقوال سلف الأمة متواترة على إثبات ذلك..
"ومن جحد الرؤية فهو كاذب على الله -تعالى- مكذب بالصدق إذ جاءه، راد لكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، مخالف لجماعة المؤمنين، كافر بلقاء الله -عز وجل-، متبع غير سبيل المؤمنين، وسيوليه الله ما تولى، ويصليه جهنم إن مات مصراً على جحوده: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ} سورة الزمر(32). وقد وعد الله -عز وجل- أن المكذبين محجوبون عنه يوم القيامة، فقال تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم إنهم لصالوا الجحيم * ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون}1.
فمن الأدلة على إثبات رؤية المؤمنين بأبصارهم لله في الجنة، قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} سورة القيامة(22،23). فقوله: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} أي تنظر إلى ربها على حسب مراتبهم، منهم من ينظره كل يوم بكرة وعشياً، ومنهم من ينظره كل جمعة مرة واحدة، فيتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم، وجماله الباهر، الذي ليس كمثله شيء، فإذا رأوه نسوا ما هم فيه من النعيم، وحصل لهم من اللذة والسرور ما لا يمكن التعبير عنه، ونضرت وجوههم فازدادوا جمالا إلى جمالهم، فنسأل الله الكريم أن يجعلنا معهم"2.
ومن ذلك قوله تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} سورة يونس(26). قوله: {وَزِيَادَة} هي تضعيف ثواب الأعمال بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وزيادة على ذلك أيضاً ويشمل ما يعطيهم الله في الجنان من القُصُور والحُور والرضا عنهم، وما أخفاه لهم من قرة أعين، وأفضل من ذلك وأعلاه النظرُ إلى وجهه الكريم، فإنه زيادة أعظم من جميع ما أعطوه، لا يستحقونها بعملهم، بل بفضله ورحمته.. وقد روي تفسير الزيادة بالنظر إلى وجهه الكريم عن أبي بكر الصديق وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وسعيد بن المسيب.. وغيرهم من السلف والخلف"3.
ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} سورة المطففين(15). قال ابن سعدي: "ودل مفهوم الآية على أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة وفي الجنة، ويتلذذون بالنظر إليه أعظم من سائر اللذات، ويبتهجون بخطابه، ويفرحون بقربه، كما ذكر الله ذلك في عدة آيات من القرآن، وتواتر فيه النقل عن رسول الله"4. وقال الشافعي-رحمه الله تعالى-: "ما حجب الكفار إلا وقد علم أن الأبرار يرونه –عز وجل-"5.
ومن الأدلة كذلك ما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن الناس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: (هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟). قالوا: لا يا رسول الله، قال: (فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟). قالوا: لا، قال: (فإنكم ترونه كذلك...)6. " وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي فإن الله -تعالى- لا شبيه له ولا نظير"7.
ومنها ما جاء في حديث في حديث جرير بن عبد الله قال: كنا عند النبي -صلى الله عليه - فنظر إلى القمر ليلة يعني البدر فقال: (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}8.
قال حافظ حكمي: أعظم نعيم أهل الجنة
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد:
فإنّ من المسائل الغيبية التي يجب على كل مسلم ومسلمة أن يؤمن بها، ويعتقد أنها ستكون للمؤمنين في الجنة: رؤية المؤمنين لربهم في الجنة، فهي أعظم نعيم أهل الجنة، وأكمل لذة يجدونها فيها، ذلك أن نصوص الكتاب والسنة، وأقوال سلف الأمة متواترة على إثبات ذلك..
"ومن جحد الرؤية فهو كاذب على الله -تعالى- مكذب بالصدق إذ جاءه، راد لكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، مخالف لجماعة المؤمنين، كافر بلقاء الله -عز وجل-، متبع غير سبيل المؤمنين، وسيوليه الله ما تولى، ويصليه جهنم إن مات مصراً على جحوده: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ} سورة الزمر(32). وقد وعد الله -عز وجل- أن المكذبين محجوبون عنه يوم القيامة، فقال تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم إنهم لصالوا الجحيم * ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون}1.
فمن الأدلة على إثبات رؤية المؤمنين بأبصارهم لله في الجنة، قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} سورة القيامة(22،23). فقوله: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} أي تنظر إلى ربها على حسب مراتبهم، منهم من ينظره كل يوم بكرة وعشياً، ومنهم من ينظره كل جمعة مرة واحدة، فيتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم، وجماله الباهر، الذي ليس كمثله شيء، فإذا رأوه نسوا ما هم فيه من النعيم، وحصل لهم من اللذة والسرور ما لا يمكن التعبير عنه، ونضرت وجوههم فازدادوا جمالا إلى جمالهم، فنسأل الله الكريم أن يجعلنا معهم"2.
ومن ذلك قوله تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} سورة يونس(26). قوله: {وَزِيَادَة} هي تضعيف ثواب الأعمال بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وزيادة على ذلك أيضاً ويشمل ما يعطيهم الله في الجنان من القُصُور والحُور والرضا عنهم، وما أخفاه لهم من قرة أعين، وأفضل من ذلك وأعلاه النظرُ إلى وجهه الكريم، فإنه زيادة أعظم من جميع ما أعطوه، لا يستحقونها بعملهم، بل بفضله ورحمته.. وقد روي تفسير الزيادة بالنظر إلى وجهه الكريم عن أبي بكر الصديق وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وسعيد بن المسيب.. وغيرهم من السلف والخلف"3.
ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} سورة المطففين(15). قال ابن سعدي: "ودل مفهوم الآية على أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة وفي الجنة، ويتلذذون بالنظر إليه أعظم من سائر اللذات، ويبتهجون بخطابه، ويفرحون بقربه، كما ذكر الله ذلك في عدة آيات من القرآن، وتواتر فيه النقل عن رسول الله"4. وقال الشافعي-رحمه الله تعالى-: "ما حجب الكفار إلا وقد علم أن الأبرار يرونه –عز وجل-"5.
ومن الأدلة كذلك ما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن الناس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: (هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟). قالوا: لا يا رسول الله، قال: (فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟). قالوا: لا، قال: (فإنكم ترونه كذلك...)6. " وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي فإن الله -تعالى- لا شبيه له ولا نظير"7.
ومنها ما جاء في حديث في حديث جرير بن عبد الله قال: كنا عند النبي -صلى الله عليه - فنظر إلى القمر ليلة يعني البدر فقال: (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}8.