و جوابه هو :
يقول الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
طريقة التربية في السنة من بدء الأمر ، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة-رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-أنه قال : ” كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ” ، وجاء في صحيح مسلم عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-فيما يرويه عن ربه : ” إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين ” ، والنبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- رأى الحسن وقد أكل تمرة فأخرجها من فيه أدخل أصبعه وقال : ” كخ كخ إني أخاف أن تكون من الصدقة ” متفق عليه .
وفي الصحيحين من حديث عمر بن أبي سلمة –رضي الله عنه- قال أنه جعل يأكل مع رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ويده تطيش في الصحفة فقال النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- : ” يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ” ، وفي السنن أن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-أنه قال : ” مروا أبنائكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ” أو بهذا المعنى، وله طريقان يصلح بهما للحجية، هذا الأمر.
ثم بعد ذلك أيضاً أن تحرص على تدريبه على العبادة ، ولكن ربما تأتي بابنك إلى المسجد تريد أن تدربه على العبادة فما تسمع من شيباتنا جزاهم الله خيراً إلا وهو يثير الفتن الصياح أخرجوهم من المساجد مستدلين بحديث ضعيف رواه ابن ماجة من طريق الحارث بن نبهان(جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم)، أو بهذا المعنى ، وهذا حديث ضعيف في سنده الحارث بن نبهان وهو متفق على ضعفه .
والنبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان يحضر الصبيان معه ولا يمنعهم من المسجد ، ففي الصحيح أن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان يصلي وأمامة ابنة ابنته معه فإذا قام حملها وإذا أراد أن يسجد وضعها.
وفي الصحيح أيضاً أن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال : ” إني لأدخل في الصلاة وأريد أن أطيل الصلاة فأتجوز فيها لما أسمع صياح الصبي شفقة على أمه ” ، وفي الصحيح أيضاً -أعني في الحديث الصحيح وإلا فهو في مسند أحمد: أن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان يخطب على المنبر فرأى الحسنين داخلين من الباب يخطران في ثوبين جديدين فترك النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خطبته فقال : ” رأيت ابني هذين فلم أصبر عنهما وصدق الله إذ يقول:{إنما أموالكم وأولادكم فتنة} ” .
وفي الصحيح أن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان يصلي فجاء أحد الحسنين فجلس على ظهره والنبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ساجد فأطال النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- السجود فقيل له بعد الصلاة: أطلت السجود يا رسول الله، فقال : ” إن ابني هذا ارتحلني ” .
وفي الصحيح عن أنس قال صليت وأنا غلام خلف رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- والعجوز خلفنا، قال الشوكاني: فيه دليل على أن الصبي يسد الجناح.
وقال رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- : ” إذا حضرت الصلاة فليؤمكم أكثركم قرآناً ” ، قال عمرو بن سلمة فنظروا إلي فوجدوني أكثرهم قرآناً فقدموني وأنا ابن سبع سنين، وإذا صحت صلاته وهو ابن سبع سنين جاز أن يصلي في الصف.
الناس يعاملون الأطفال الآن معاملة منفرة، رب طفل يحفظ ثلث القرآن أو نصف القرآن أو خمسة أجزاء ثم يأتي الشيبة الجاهل ويأخذه من الصف يؤخره من الصف، إخواننا يجب أن نكون واقفين عند كتاب الله وعند سنة رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- .
وأما حديث أن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أو أنهم كانوا على عهد النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقدمون الرجال ثم الصبيان ثم النساء فهو حديث ضعيف لأنه من رواية شهر بن حوشب وشهر بن حوشب مختلف في الاحتجاج به والراجح ضعفه. اهـ
المصدر : كتاب إجابة السائل(359-361)؛