من
أغرب الأشياء أن يُمتطى الدين ليخدم أخلاق السفلة الأرذلين. أن يخان الدين
باسم الدين ، وأن ترتكب الخيانة باسم الإسلام العظيم. لأن التبرير لابد أن
يوجد عند كل متمسك بالهدي الظاهر عندما يقع في المخالفة خاصة إذا كان من
أصحاب الكلام ، يدعو بزعمه إلى الله ، يحدث ماذا ..؟ يحدث التبرير ... لابد
أن يبرر ، ولابد أن يسقط ، فيأتي بالتبرير والإسقاط ، وما وراء ذلك من
الحيل الدفاعية النفسية حتى لا ينكسر أمام ذاته ، لأنه لا يحتمل صوت الضمير
، يصرخ بين جوانحه ، يقول : أتخون ، أتخون ، أتغدر ، أتخون ؟ ويحك أين
تتردى وإلى أي مكان تتسفل ؟ إلى أين تصير؟
لأنه إن خان لا يؤتمن ، والخائن لا تقبل له شهادة ، فكيف بدين الله رب العالمين ؟
فلابد أن يأتي بالحيلة ، ولابد أن يأتي بالتبرير.