قال الملك :
وصيتي الأولى: ألا يحمل نعشي عند الدفن إلا أطبائي و لا أحد غير أطبائي .
الوصية الثانية: أن ينثر على طريقي من مكان موتي حتى المقبرة قطع الذهب والفضة و أحجاري الكريمة و الماس التي جمعتها طيلة حياتي .
الوصية الأخيرة: حين ترفعوني على النعش .. أخرجوا يداي من الكفن و ابقوهما معلقتان للخارج و هما مفتوحتان.
حين فرغ الملك من وصيته قام القائد بتقبيل يديه وضمهما إلى صدره .. ثم قال: ستكون وصاياك قيد التنفيذ وبدون أي إخلال، إنما هلا أخبرني سيدي في المغزى من وراء هذه الأمنيات الثلاث؟
أخذ الملك نفساً عميقاً وأجاب: أريد أن أعطي العالم درساً لم أفقهه إلا الآن.
أما بخصوص الوصية الأولى، فأردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر لم ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع إليهم إذا أصابنا أي مكروه، و أن الصحة و العمر ثروة لا يمنحهما أحد من البشر.
و أما الوصية الثانية، حتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباءً منثوراً، و أننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب.
و أما الوصية الثالثة، ليعلم الناس أننا قدمنا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي .. وسنخرج منها فارغي الأيدي كذلك