في أحد الأيام، دخل الفتى على جده غرفة المكتب ليجلس معه ويتحدث، لكن الجد كان منهمكاً في كتابة شيئ ما، كسر الولد حاجز الصمت سائلاً: " هل تكتب قصة يا جدي ؟"...الجد: " نعم، أنا أكتب قصة".
الولد: " وهل هذه القصة تتحدث عني؟".
الجد: " لا، إنها لا تتحدث عنك يا بني...أتعرف... (ملتفتاً إلى حفيده) هناك ماهو أهم من القصة يا بني...إنه هذا القلم (مقدماً إياه للفتى).
الولد ممسكاً بالقلم: " لكنه مجرد قلم رصاص يا جدي...لا أرى فيه شيئاً مميزاً".
الجد: "أنت مخطئ..أتمنى أن تكون مثل هذا القلم عندما تكبر يا بني".
الولد (مستغرباً): " وكيف يكون ذلك ؟".
الجد: " حسناً...سأشرح لك ما أقصد..لقلم الرصاص خمس خصائص، إذا أحسنت الاستفادة منها ستعيش في سلام نفسي مع نفسك ومع من حولك طوال حياتك...
الخاصية الأولى: نحن نتحكم بمسار القلم كيفما شئنا ونحن نكتب وأنت قادر على أن تفعل ما تشاء وأن تقرر مصيرك بنفسك لكن لاتنسى أبداً أن هناك من يُسيرك ويتحكم بمصيرك في النهاية وهو الله تعالى...
الخاصية الثانية: في لحظة معينة سأضطر إلى التوقف عن الكتابة واستخدام المبراة الحادة لأجعل من قلم الرصاص في وضعية أفضل للكتابة وأنت كذلك، قد تُضطر إلى تحّمل بعض المصاعب والألم والحزن في لحظة معينة من حياتك ولكنها ستجعلك أقوى في مواجهة مصاعب الحياة.
الخاصية الثالثة: استخدام قلم الرصاص يتيح لنا أن نستخدم الممحاة إذا ارتكبنا أخطاء، وأنت مثله قد تضطر إلى محو ونسيان بعض الأخطاء في حياتك لتعود إلى الطريق القويم مرة أخرى.
الخاصية الرابعة: ما يهم حقاً في قلم الرصاص هو ليس العود الخشبي الذي نمسكه بأيدينا..بل الرصاص الذي يكون داخل العود الخشبي هو الأهم حيث بدونه لانستطيع الكتابة...وهذا أنت..الأهم هو من أنت من الداخل، لذلك اسعَ دائماً بأن ترتقي بروحك إلى أعلى واحرص على داخلك أكثر من حرصك على مظهرك.
الخاصية الخامسة: قلم الرصاص يترك أثراً عندما نستخدمه في الكتابة..وأنت كقلم الرصاص، عند كل فعل أو تصرف تترك أثراً بين الناس وبين من يحيطون بك...لذلك فكر قبل أن تُقدم على قول أو فعل شيئ لأن الناس سيتذكرون أفعالك وأقوالك السلبية منها والإيجابية".